عمرك سمعت جدودك بيقولوا – “زمان كان إيجار الشهر بتاعي زي ثمن وجبة من ماكدونالدز النهاردة!”؟ مش كانت حياتنا هتكون أسهل بكتير لو كنا عايشين في الوقت ده؟ في الحقيقة، بسبب التضخم، كنا هنبقى تقريبًا في نفس الوضع.
التضخم بيشتغل على تقليل القوة الشرائية لما الأسعار بتزيد أسرع من زيادة الأجور. ده بيجبر الناس إنها تصرف فلوس أكتر عشان تشتري الحاجات الأساسية، وده ممكن يحط المستهلك العادي تحت ضغط مالي.
ايه هي القوة الشرائية؟
خلينا نتخيل إن كل عملة لها مستوى معين من القوة، زي الإنسان بالضبط – ممكن نقوى ونبني عضلات، وكمان ممكن نخسرها. العملة دي قوية كفاية إنها تشيل كمية معينة من السلع. قوة العملة بتمثل القوة الشرائية.
النهاردة عايز تطلب بيتزا – محتاج 3 وحدات من العملة دي عشان تشتريها. سنة من دلوقتي، طلبت نفس البيتزا بالضبط. لكن عملتك بقت أضعف، فـ3 وحدات من العملة مش كفاية عشان تشتري نفس البيتزا – دلوقتي محتاج 5 وحدات من العملة عشان تشتريها.
إيه اللي بيسبب التضخم؟
فيه قوتين رئيسيتين بيتسببوا في التضخم: التضخم بسبب زيادة الطلب والتضخم بسبب زيادة التكاليف.
في التضخم بسبب زيادة الطلب، الطلب على السلع والخدمات في الاقتصاد بيزيد بسرعة أكبر من اللي الاقتصاد يقدر ينتجه. بمعنى تاني، فيه فلوس كتير بتطارد سلع قليلة. ده ممكن يحصل لما يكون فيه فترة من النمو الاقتصادي.
مثال: السنة دي الرواتب زادت، والناس بقى عندها فلوس أكتر تصرفها على نفسها، وده بيزود الطلب على السلع. ناخد الأحذية كمثال – لو الناس عندها فلوس أكتر تصرفها على الأحذية، لكن المحلات مش عندها القدرة والموارد الكافية لإنتاج أحذية أكتر، ده هيعمل نقص في العرض على المدى القصير. عشان يحلوا المشكلة دي، المحلات هترد بزيادة سعر الأحذية.
التضخم بسبب زيادة التكاليف:
تأثير زيادة التكاليف بيحصل لما تكلفة إنتاج المنتج بتزيد. ده ممكن يشمل زيادة في تكاليف العمالة أو تكلفة المواد الخام لإنتاج المنتج. لما التكاليف بتزيد في طرف من سلسلة التوريد، التكاليف دي بتوصل للمستهلكين. ده بيخلق التضخم بسبب زيادة التكاليف.
إمتى التضخم يكون حاجة كويسة؟
رغم إن فيه جوانب سلبية واضحة للتضخم، لكن كمان ليه فوائد. لما قيمة عملتك بتقل، قيمة ديونك كمان بتقل. ده معناه إنك بتسدد ديونك بفلوس قيمتها أقل من قيمتها وقت ما استلفتها. لو فترة التضخم دي بتيجي مع زيادة في الرواتب، تسديد الديون هيكون بياخد جزء أصغر من دخلك – زي كأنك واخد خصم عليه.
لكن، فترات التضخم اللي مش بتزود الرواتب بتفيد المقرضين أكتر من المقترضين. في الحالة دي، المستهلكين هيبقوا أكتر عرضة للاستدانة عشان يشتروا اللي محتاجينه.
الأفراد اللي عندهم أصول ملموسة (زي العقارات) ممكن يستفيدوا كمان من التضخم – مع زيادة أسعار أصولهم، يقدروا يبيعوها بسعر أعلى.
إمتى التضخم يكون حاجة وحشة؟
الجوانب السلبية للتضخم أوضح – خاصة لما الرواتب مش بتزيد بنفس معدل زيادة الأسعار. ده بيجبر الناس إنها تصرف فلوس أكتر على الحاجات الأساسية، وده ممكن يحط المستهلك العادي تحت ضغط مالي. التضخم كمان ممكن يكون مؤذي جدًا لما ييجي لحسابات التوفير. الفلوس اللي كنت بتحوشها مش هتبقى بنفس قيمتها اللي كانت عليها لما كسبتها في الأول.
في حاجة واحدة نعرفها عن التضخم، إنها حتمية. واحدة من أفضل الطرق عشان تحمي نفسك من التضخم – وفي بعض الأحيان تستفيد منه، هي الاستثمار. الاستثمارات اللي بتولد مكاسب تتجاوز معدل التضخم هتضمن إن فلوسك النهاردة تستمر تكون قيمتها أكبر من نفس الكمية من الفلوس في المستقبل.
