قبل أكثر من 600 سنة ما كان فيه شيء اسمه فلوس بالصورة اللي نشوفها اليوم، وكان تعاملهم عطني وأعطيك (مقايضة) مثلاً بعطيك دقيق وتعطيني خبز.
طبعًا ما كانت كل الصفقات تتم بالسهولة هذي وصار الوضع كل ماله ويتعقد أكثر والاحتياجات تتغير، وضروري تكون فيه طريقة أكثر كفاءة ومرونة. ومن هنا جت فكرة الفلوس! “الحاجة أم الاختراع”.
أول فلوس تعاملوا فيها ما كانت على شكل عملات معدنية أو ورقية، لكن على شكل أشياء قيّمة زي الأصداف، الحبوب، أو حبوب الكاكاو.
الأشياء هذي عطتهم حرية أكبر في البيع والشراء، بعد كذا جت عملات الذهب والفضة، وآخر شيء الفلوس الورقية، اللي خلت البيع والشراء أسهل بكثير، وفي وقتها الحالي عندنا خيارات أكثر زي العملات الرقمية.
بنسألك: لو أحد عرض عليك تختار بين ريال و 100 ريال، وش بتاخذ؟
ما يبيلها كلام ،أكيد بتختار الـ100 ريال لأن قيمتها أكبر بكثير من الريال. بس هنا فيه تساؤل كلهم ورق صح ليه اختلفت قيمة الورقتين وايش المميز فيها؟
ايش اللي يحدد قيمة الفلوس؟
زمان كانت العملات تنصنع من أشياء أساسًا قيّمة زي الذهب والفضة، بس الحين نتعامل بالفلوس الورقية اللي ما تملك قيمة جوهرية بذاتها لكن تاخذ قيمتها من قدرتها على البيع والشراء.
متفقين أن الفلوس لها قيمة بس قيمتها قد ايش بالضبط؟ تختلف قيمة الفلوس من دولة لدولة، حسب قوة عملتها وكمية العملة الموجودة، والعرض والطلب والاستثمارات المحلية والخارجية. لمّا دولة تطبع فلوس بدون ما يكون فيه زيادة في الإنتاج والخدمات، قيمة العملة تقل. أما لو زاد الإنتاج والخدمات وكثرت الاستثمارات في الدولة، هنا قيمة العملة تزيد.
أهمية الفلوس
“المال عصب الحياة” وأداة لحفظ القيمة وطريقة للتبادل. لمّا نولد قيمة اقتصادية، نخزن قيمتها في الفلوس، واللي نقدر نحولها لأي سلعة أو خدمات في أي وقت نحتاجها. وبرضو الفلوس تلعب دور مهم في حاضرك وبناء مستقبلك وتحقيق أهدافك المالية. تقدر تاخذ قرض وتشتري بيت أو سيارة، وتقدر تشتري وتبيع وتقدر تدخر وتستثمر من الحين وتخلق قيمة أكبر في المستقبل. كله عن طريق الفلوس!
عوامل تأثر على الفلوس
قيمة الفلوس مو ثابتة وتتأثر بالتضخم اللي يضعف القوة الشرائية مع مرور الوقت. اللي يصير بكل بساطة أن الغرض اللي تشتريه اليوم، بعد فترة ما بتقدر تشتريه بنفس قيمته ( قبل كم سنة كانت 500 ريال تجيب لك مقاضي شهر الآن تجيب لك مقاضي أسبوع!. التضخم اللي نتكلم عنه هنا غالبًا يكون أسرع من المتوسط وضرره كبير، لكن الدول اللي اقتصادها ينمو، يكون معدل التضخم فيها بطيء وماله هذاك التأثير القوي.
لو أحد عرض عليك مره ثانية 100 ريال تاخذها الحين ولا بعد سنة. ايش بتختار؟ لو قررت تاخذها الحين أنت إنسان طبيعي مو طماع لأنك لو قلت باخذها بعد سنة بتكون قيمتها أقل!
كيف أقل وهي الـ 100 ريال نفسها ما تغيرت؟ فيه سببين خلّت قيمة الـ100 ريال تقل. السبب الأول زي ما قلنا هو التضخم. السبب التاني هو فرصة الاستثمار – الفلوس تكون لها قيمة أكبر لما تقرر تستثمرها. لأن الفلوس اللي تدخرها بدون استثمار تفقد قيمتها بسبب التضخم، بس الاستثمار في الأصول زي الأسهم والعقارات والذهب يحافظ عليها ويزيدها.
الخلاصة
الفلوس مو مجرد طريقة للشراء والرفاهية هي وسيلة تحقق فيها الأمان المالي. التضخم إن ما خططت له بياكل فلوسك وهذا أكثر شيء يحفزك إنك تبدأ خطوتك الأولى في الاستثمار لأنه هو المفتاح اللي بيحافظ على قيمة فلوسك ويزيدها على المدى الطويل.
تذكر: كل ما استثمرت أبكر كل ما كسبت أكثر!
