لو حد عرض عليك تختار بين ورقة بـ1 دولار وورقة بـ100 دولار، هتختار إيه؟
الإجابة واضحة طبعًا، الـ100 دولار أكيد قيمتها أكبر بكتير من الـ1 دولار. تقدر تشتري بيها 100 مرة أكتر من اللي تقدر تشتريه بالـ1 دولار. بس ليه كده؟ في النهاية، الاتنين مجرد ورق. إيه اللي بيخلي الورق ده مميز كده؟
ليه الفلوس مهمة؟
لفلوس هي وسيلة لتخزين القيمة، زي ما البطارية بتخزن الطاقة. لما بنولد طاقة كهربائية، بنقدر نخزنها في بطارية ونستخدمها بعدين. لما بنولد قيمة اقتصادية، بنخزن قيمة شغلنا في الفلوس، واللي نقدر نحولها لأي سلع أو خدمات في أي وقت نحتاجها.
الفلوس كمان بتسمح لنا نستلف ونستثمر للمستقبل. عن طريق الاستلاف، بنقدر نشتري سلع وخدمات دلوقتي، وندفع تمنها بعدين. وعن طريق الاستثمار، بنخصص جزء من القيمة دلوقتي – على شكل فلوس – عشان نخلق قيمة أكبر في المستقبل.
ليه الناس اخترعوا الفلوس؟
الناس من زمان وهم بيبيعوا ويشتروا حاجات، لكن مكنوش دايمًا بيعملوا ده بالفلوس. قبل ما الفلوس تتخترع، كانوا بيتبادلوا الحاجات اللي محتاجينها. المشكلة إن النظام ده بيشتغل بس لما يكون فيه شخصين كل واحد عنده حاجة التاني عايزها وفي نفس الوقت.
عشان يحلوا المشكلة دي، الناس بدأوا يستخدموا الفلوس. أول فلوس كانت مش على شكل عملات معدنية أو ورق، لكن على شكل حاجات قيمة زي الأصداف، الحبوب، أو حبوب الكاكاو. الحاجات دي كانت بتدي الناس حرية أكبر، لأنهم يقدروا يختاروا يشتروا إيه وامتى. بعدين الناس اخترعوا عملات ذهب وفضة، وفي الآخر الفلوس الورقية، اللي خلت البيع والشراء أسهل بكتير.
ليه الفلوس لها قيمة؟
دلوقتي، مش بنستخدم الأصداف أو عملات ذهبية عشان نشتري سلع وخدمات. بدل ما نستخدم حاجات قيمة، بنستخدم الفلوس الورقية، أو السجلات البنكية. بس مين اللي قرر إن الورق ده له قيمة؟ إحنا اللي قررنا. على عكس الفلوس زمان، اللي كانت معمولة من مواد قيمة، الفلوس دلوقتي ليها قيمة بس عشان نقدر نشتري بيها حاجات. إحنا بنديها القيمة لما بنقبلها في مقابل السلع والخدمات.
تمام، الفلوس لها قيمة. بس قيمتها قد إيه بالضبط؟ قيمة الفلوس بتختلف من عملة لدولة لأخرى. ده بيعتمد على كمية العملة الموجودة، والطلب على الشراء والاستثمارات بالعملة دي. لما دولة تقرر تزود كمية العملة بطبع فلوس أكتر، قيمة العملة بتقل. ومن ناحية تانية، قيمة العملة ممكن تزيد لو ناس كتير عايزين يحولوا فلوسهم للعملة دي، عشان يشتروا سلع أو يعملوا استثمارات في الدولة دي.
الفلوس دلوقتي vs الفلوس بعدين:
قيمة الفلوس بتتغير من سنة للتانية. في عملية اسمها التضخم، العملات بتنخفض قيمتها مع الوقت. ده معناه إن محتاج فلوس أكتر عشان تشتري نفس الحاجات. لما الناس بيتكلموا عن التضخم في الأخبار، عادةً بيتكلموا عن تضخم أسرع من المتوسط، لكن معدل تضخم منخفض عادي في الاقتصادات اللي بتنمو.
تخيل حد يعرض عليك اختيار تاني: تاخد ورقة بـ100 دولار دلوقتي ولا ورقة بـ100 دولار كمان سنة؟ لو حاسس إنك عايز تاخد الفلوس دلوقتي، مش معناه إنك غير صبور. عرض الـ100 دولار دلوقتي فعلاً أكثر قيمة من نفس العرض في وقت لاحق.
إزاي ده ممكن؟ الـ100 دولار هي الـ100 دولار، مش كده؟ فيه سببين ليه نفس الـ100 دولار فعلاً قيمتها أكتر دلوقتي من بعدين. السبب الأول هو التضخم. التضخم بيقلل من قوة شراء الـ100 دولار، يعني تقدر تشتري بيها أقل في المستقبل مقارنةً بالحاضر.
لكن التضخم مش هو السبب الوحيد إنك تاخد الفلوس دلوقتي. السبب التاني هو فرصة الاستثمار – الفلوس بتكون لها قيمة أكبر لما يكون عندك وقت تستثمرها. لو قررت تاخد الفلوس بعدين، هتفقد فرصة تستثمر وتكبر فلوسك في الوقت ده.
التضخم وقيمة الوقت للفلوس هما السببين إنك تبدأ تستثمر بدري عن متأخر. لما تستثمر، فلوسك بتكبر بسرعة كفاية لتتغلب على التضخم، وكل ما تبدأ بدري، كل ما عندك وقت أكتر تنمو.
